تواصل المنطقة الحرة لجبل علي «جافزا» جهودها لتعزيز قطاع الأغذية والمشروبات في دولة الإمارات، تماشياً مع الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051 التي أطلقتها حكومة الدولة
تشكل الظروف المناخية في دولة الإمارات تحديًا أمام إنتاج المواد الغذائية؛ لذا، تعتمد الدولة على استيراد ما يصل إلى 80 – %90 من احتياجاتها الغذائية. وقد أدت التقلبات في سلسلة الإمداد والتوريد العالمية، وعدم الاستقرار الجيوسياسي الأخير إلى لفت الانتباه للأهمية القصوى للبحث عن مصادر آمنة ومستقرة للإمدادات الغذائية وقت الأزمات. وقد شهدت سلاسل الإمداد الغذائية خلال فترة الجائحة توترًا كبيرًا نتيجة لإغلاق المصانع وتعطّل الموانئ عن العمل، والانخفاض العام في كميات إنتاج الغذاء. وازدادت التحديات في الآونة الأخيرة، بسبب التوترات الجيوسياسية في العديد من بلدان العالم، الأمر الذي أدى إلى الحد من تصدير المنتجات الغذائية من الدول المنتجة للسلع الغذائية.
وبفضل استراتيجيتها الوطنية للأمن الغذائي 2051 التي تم إطلاقها عام، 2018 أحرزت دولة الإمارات تقدمًا كبيرًا نحو تحقيق هدفها طويل الأجل المتمثل في أن تكون «الرقم واحد» عالميًا في مؤشر الأمن الغذائي. واحتلت الإمارات عام 2022 المرتبة 23 عالميًا والأولى عربياً في هذا المؤشر. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، ركزت دولة الإمارات على استخدام تقنيات جديدة للوصول إلى إنتاج غذائي مستدام، ما أدّى إلى زيادة حجم الإنتاج الغذائي المحلي وتنويع مصادر وارداته العالمية.
وساهمت المنطقة الحرة لجبل علي (جافزا) في نمو قطاع الأغذية في دولة الإمارات، ولعبت دوراً رائداً في دعم أهداف الدولة على المدى الطويل؛ إذ تُعد المنطقة الحرة موطنًا لأكثر من 600 شركة عاملة في قطاع المنتجات الغذائية والسلع الزراعية من 70 دولة؛ كما تخدم مبادرات جافزا الغذائية العديد من القطاعات، وتمكّن تقنياتها الجديدة للإنتاج الغذائي المستدام العديد من الأطراف في جميع أنحاء المنطقة. فمنذ سنواتها الأولى، طورت جافزا مرافق نوعية وفق أعلى المواصفات الملائمة للتعامل مع السلع الغذائية، لتحتضن أنشطة المعالجة والتخزين والتوزيع للأغذية والمشروبات.
وفي الآونة الأخيرة، ركزت جافزا على استقطاب تكنولوجيا الأغذية العالمية وشركات الإنتاج المستدام في مجالات الري الزراعي، والزراعة العمودية، وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة.
ويهدف إطلاق محطة جبل علي للأغذية والمنتجات الزراعية إلى تعزيز مناولة وإنتاج شحنات الحبوب والبقول الحيوية على مدار العام؛ من أجل تسهيل نمو التجارة وتنويع مصادر استيراد الأغذية. وتعمل جافزا مع شركاء حاليين وجدد لتطوير بنية تحتية وخدمات إضافية تدعم بشكل مباشر استراتيجية دولة الإمارات الغذائية، وتكرس مكانة جبل علي ليكون بوابة عالمية للتجارة العالمية في قطاع الأغذية والمشروبات.
عند اكتمالها، ستكون محطة الأغذية والمنتجات الزراعية جاهزة لمعالجة الحبوب واللحوم ومنتجات المأكولات البحرية، إضافة إلى المياه المعبأة ومنتجات الألبان، مع مرافق متخصصة للزيت والشاي والقهوة والكاكاو والتوابل والسلع الزراعية المختلفة.
ونعتقد أن النمو المتزايد الذي تشهده صناعة الأغذية والمشروبات يعد حافزًا للشركات من أجل تأسيس أعمالها التجارية وبناء مرافق لمعالجة المأكولات في جافزا. وقد بلغت تجارة الأغذية والمشروبات في جافزا 15.9 مليار درهم إماراتي خلال عام 2021. وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية الحالية، يتوقع خبراء الصناعة زيادة سنوية مستمرة بنسبة %7 حتى عام 2027. لذلك، فنحن نؤسس لمنظومة متكاملة تتمتع بالعديد من إمكانات وفرص النمو لشركات الأغذية والماشية والمنتجات الزراعية.
علاوة على ذلك، أطلقت «دبي التجارية»، النافذة الموحدة للتجارة عبر الحدود، منصة «زادي»، المخصصة لتسهيل استيراد السلع الغذائية وإعادة تصديرها. وتساعد هذه المنصة على تبسيط واختصار الإجراءات، وتربط جميع الجهات المسؤولة عن معاينة وتفتيش الشحنات الغذائية، ومراقبة المنافذ الحدودية، ضمن نافذة موحّدة توفر جميع الخدمات المتعلقة بتجارة الأغذية والمشروبات. وتساعد المنصة بشكل مباشر على زيادة كفاءة الوصول إلى الموردين في الأسواق العالمية.
تشهد صناعة الأغذية والمشروبات تطورًا سريعًا مدعومًا من جافزا التي تعزز جهود دولة الإمارات لاحتضان أحدث المرافق التكنولوجية المتطورة، وتبنّي أفضل الممارسات الغذائية المستدامة لتأمين الإمدادات الغذائية للدولة. وتستطيع جافزا اليوم تلبية جميع الاحتياجات المتزايدة لصناعات الأغذية والمشروبات المتنوعة بكفاءة وفاعلية، ابتداء من التخزين والمعالجة، وصولاً إلى التعامل مع جميع مراحل سلسلة الإمداد والتوريد، من المزرعة إلى مائدة المستهلك.
- ارتفعت مبيعات الأغذية والمشروبات عبر الإنترنت بنسبة %255 خلال عام 2020
- تضم المنطقة الحرة لجبل علي 600 شركة عاملة في مجال الأغذية والمشروبات من 70 دولة