
بمجرد ذكر شهر رمضان الكريم يبدر إلى الذهن بصورة تلقائية ثلاث كلمات هي “الصيام”، “الإحياء”، “البصيرة”. وفي 2020، وفي ظل أزمة كوفيد-19، تنامت قلي ًلا الأعمال النابعة من هذه الكلمة الأخيرة نتيجة لطرح الجميع أسئلة مثل “ما هي الأشياء التي لها قيمة في حياتي؟ كيف يمكنني تقديم العون للمجتمعالذيأعيشبه؟”، وغيرهامنا لأسئلة التيتصبحهذ هالأ يا مأكثر إلحا حًامنذيقبل.
شهر رمضان هو شهر الأعمال الفضيلة، وفي ظل ما يدور في العالم حاليًا، تكتسبأ فعالا لبروالا حسانز خمًاكبيرًا ومسار ًا طوي ًلا عليها أن تقطعه.
التضامن مع أكثر المتأثرين
اتسم رمضان هذا العام بطابع مختلف بسبب تداعيات التباعد الاجتماعي ومختلف الإجراءات الاحترازية المتخذة. على الرغم من ذلك، كانت الجهات الحكومية وشركات الأعمال على قدر المسؤولية وأخذوا على عاتقهم طرح العديد من المبادرات التي من شأنها دعم المحتاجين في كافة أنحاء دولة الإمارات.
على سبيل المثال، قدمت مبادرة “ساهم” مواد غذائية أساسية لـ 400 أسرة محتاجة. هذه المبادرة أضفت عليها “جمعية رؤيتي للأسرة”، الشريك المجتمعي النشط، تعديلات طفيفة تلائم الأوضاع المستجدة بسبب جائحة كوفيد-19. فعادة يتم طباعة وتوزيع الصناديق الفارغة على الكثير من الأفراد والكيانات الذين يقومون بدورهم بإعادتهم إلى الجمعية للتوزيع.
لكن هذا العام تم منح الأسر بطاقات تسوق من “أسواق” حيث يمكنهم التوجه إلى هناك واستلام عبواتهم. كانت جافزا كعادتها في طليعةالمبادراتالرمضانية لهذا العام، لا سيما مع تبنيها برنامج “إفطار رمضان” الذي يعمل على تجهيز وتوصيل وجبات الإفطار الرمضاني إلى كافة مساكن العمال في جافزا. كما ساهمت جافزا، يد ًا بيد مع شركاء آخرين، في حصول أكثر من 42,000 عامل على الغذاء والشراب طوال شهر رمضان.
يأتي هذا العمل ضمن حملة “10 ملايين وجبة” التي و ّجه بإطلاقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، قبل أيام من غرة رمضان هذا العام، ليضرب أروع الأمثلة على أن البر ما هو إلا فعل الأشياء البسيطة بحب متناهي.
في ذات السياق، أقدم موظفوا موانئ دبي العالمية – إقليم الإمارات على المساهمة بجهودهم التطوعية مرة أخرى في مبادرة “أصدقاء مرضى السرطان”، لكن، تم كل شيء، بطبيعة الحال، عن ُبعد هذا العام؛ حيث انضم الموظفون إلى فريق موانئ دبي العالمية في تطبيق “Relay for Life App” للتبرعبالنيابة عن القوة العاملة، ما عاد بالنفع على حوالي 80 مصاب بمرض السرطان. فض ًلا عن ذلك، شهد العمل التعليمي “جنكبوت روبوتكس” إقامة بطولة لابتكار الروبوت على الانترنت، الهدف منها رفع الوعي بفيروس كوفيد-19؛ منح ذلك موظفي موانئ دبي العالمية من ذوي الخبرات في مجال تصنيع الروبوت الفرصة لمساعدة الطلاب المسجلين في هذه البطولة كي يتمكنوا من بناء مشاريع وثيقة الصلة برفع معدلات الوعي والوقاية.
كان لبعض الإجراءات المتخذة للحد من تفشي كوفيد-19، مثل تعليمات البقاء بالمنزل، تداعيات سلبية، حيث نمت مخاوف أفراد المجتمع المعرضين لخطر العنف المنزلي، الأمر الذي لا يمكن قبوله بأي حال من الأحوال بغض النظر عن الضغوط التي يتعرض لها المجتمع. تتفهم موانئ دبي العالمية هذا الجانب الإنساني فأطلقت بالشراكة مع مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال حملات دعم مادي تمثلت في منح العيدية وكسوة العيد لما يربو عن 100 شخص.
أثنت جافزا على العديد من الشركات التي ساهمت في دعم موانئ دبي العالمية – إقليم الإمارات بتقديم مساعدات مالية وعينية سخية لدعم صندوق التضامن المجتمعي ضد كوفيد-19، ما شجع شركات عديدة أخرى في الإسراع والاقتداء بهم. هذه الشركات هي: نافكو (مليون درهم)، المجموعة الشرقية (250,000 درهم)، شركة إندبندنت توباكو (250,000 درهم)، شركة كان الأمريكية الدولية للتبغ (250,000 درهم)، شركة انتركونتيننتال لأوراق التبغ المحدودة (250,000 درهم)، شركة لوجي كومبوزايتس المحدودة (51,000 درهم)، شركةZIVA للمناديل المبللة بالمنطقة الحرة (75,000 درهم)، مجموعة بانافا (بضائع عينية بقيمة 230,000 – مواد تعقيم وتطهير)، شركة ZPMC الشرق الأوسط بالمنطقة الحرة (بضائع عينية بقيمة 38,400 درهم – أقنعة واقية).
أبطال كل يوم
لا يرتدي جميع الأبطال ملابس باهظة الثمن، فعمال النظافة هم مجموعة من العاملين الذين يلعبون دور ًا بالغ الحيوية في وقاية الناس من الأمراض، ويتمركزون في الخطوط الأمامية لمعركة الإنسانية ضد كوفيد-19. لهذا تعهدنا للعام الثاني على التوالي بنشر السعادة من خلال توزيع عيديات في صورة بطاقات هدايا لهؤلاء العمال، عرفان ًا منا بدورهم وتقدير ًا لجهودهم وعملهم الدؤوب. تم تكريم ما يقرب من 250 عامل بهذه الطريقة في عام 2020.
والتزامًا من «دبي العطاء» بكل ما يحويه اسمها من معا ٍن، ومن خلال حملة “التعليم دون انقطاع” بالتعاون مع وزارة التعليم، قامت، كما يتوقع الجميع، بتقديم دعم مالي يساهم في حصول كافة الطلاب في دولتنا على حقهم في التعلم عن ُبعد. حيث تم التبرع بمبلغ 150,000 درهم من أجل تزويد الطلاب بأجهزة تكنولوجيا المعلومات والاتصال حتى يمكنهم متابعة تعليمهم.
يوم زايد للعمل الإنساني
تلعب موانئ دبي العالمية – إقليم الإمارات دورًا رئيسًا في دعم كافة الجهود الوطنية من أجل مكافحة آثار جائحة «كوفيد-19»، حيث تعد شريكًا رئيسًا في فريق دعم الهـيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث.
وعززت الشركة من مبادراتها الإنسانية احتفاء ًا بيوم زايد للعمل الإنساني، ما يؤكد على أهمية برامجها ومشروعاتها المتعددة في المجال الإنساني واحتلالها ركنًاأساسيًامناستراتيجيتهاالعامة.
“في موانئ دبي العالمية – إقليم الإمارات، لا نعتبر المبادرات الإنسانية جزء ًا من عملنا، بل نعتبر عملنا كله جزء ًا من مبادرة إنسانية شاملة؛ فدعم التجارة العادلة، وتمكين اقتصاد الأمم، وتمكين الشعوب من الحصول على حياة كريمة، وإتاحة الفرصة للأفراد للحلم والطموح، هو ذروة العمل الإنساني وأعلى مراتب البر والإحسان والالتزام بالمسؤولية المجتمعية. من أجل ذلك ُبنيت استراتيجية المجموعة على الاستدامة والنمو لها ولشركائها. إن خدمة الإنسانية هو أسلوب عملنا اليومي وليس نشاطا موسميا أو تفاعلا لحظيا. وهذا هو الجوهر الذي نتعلمه من الإرث العظيم لحياة الشيخ زايد رحمه الله والذي نحياه كل يوم وبشكل أخص في ذكرى يوم زايد للعمل الإنساني.”
وقال محمد المعلم، المدير التنفيذي ومدير عام موانئ دبي العالمية – إقليم الإمارات، والمدير التنفيذي لجافزا
البر خيارنا
تحاول الشركات والهيئات على كافة الأصعدة فيدبي،والإماراتككل، بلوفيا لعالمأجمع جا هدة الوقوف على أقدامها في هذا الوقت العصيب. لكن أعمال البر المتداولة في أماكن متفرقة لا ينبغي أن تكون خطوات مهولة. حاول أن تتذكر آخر موقف قدم لك شخص ما المساعدة فيه، ستدرك حينها أن الأفعال الطيبة، مهما بلغت بساطتها، لها بالغ الأثر. لقد تبدلت الكثير من الأمور منذ اقتحام كوفيد-19 مسرح الأحداث، لكن تظل الأساليب الجوهرية التي يمكننا أن نبر بها بعضنا البعض كما هي.
لهذا، ومع احتدام معركتنا ضد كوفيد-19، ربما يتعين علينا أن نواصل التأكيد على أهمية وضرورة أعمال البر، هذه الفضيلة التي قد تكون اللقاح الف ًعال ضد هذه الجائحة.