في لقاء حصري أجرته مجلة «ذا زون» مع أشرف علي، المدير التنفيذي لمجموعة اللولو الدولية، أكبر مراكز البيع بالتجزئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تم مناقشة موضوعات النمو والتوسع، الاستدامة والوعي البيئي، جائحة كوفيد-19، وشغفه بمجموعة اللولو وطموحاتها.
ذا زون: إلى ماذا يمكن أن نعزو نجاح مجموعة اللولو، وأين تكمن فرص النمو؟
أشرف علي: تصدرت مجموعة اللولو قطاع
التجزئة منذ تسعينيات القرن الماضي، واليوم لدينا 195 مركز تجاري على مستوى العالم تنتشر عملياتهم في 22 دولة. كما أننا دخلنا في مجالات عديدة علاوة على قطاع التجزئة، مثل الضيافة والسياحة وتوريد الأغذية وتصنيعها.
لدينا في اللولو رؤية جلية أن نصبح الجهة الأكثر تفضي ًلا في قطاع التجزئة وما يرتبط به من صناعات في كافة أنحاء العالم. ولن يتأتى لنا ذلك إلا عبر التوسع ونشر حضورنا الدولي، إضافة إلى تنويع كادر العاملين لدينا من مختلف العناصر الموهوبة من أجل خدمة عملائنا من كافة الأعراق والثقافات، معتمدين في سبيل تحقيق ذلك النمو على الإبداع المستمر والاستدامة والتميز في خدمة العملاء.
وتتمثل رؤيتنا للمستقبل في ترسيخ حضورنا بالأسواق الحالية واستكشاف الفرص الواعدة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لزيادة عدد مراكزنا بوتيرة سريعة. وإلى جانب الحضور المادي، نولي التسوق الإلكتروني عناية كبيرة، إذ نرى فيه إمكانات هائلة واعدة.
ذا زون: لماذا تشعر بالحماس في عملك؟
أشرف علي: بعد الانتهاء من فترة تعليمي في الهند، انضممت في عام 1981 إلى أخي الأكبر، رئيس مجلس إدارة المجموعة، السيد يوسف علي؛ ومنذ ذلك الوقت هذا هو العمل الذي انهمك فيه دومًا. لذا ترعرعت، بطريقة أو بأخرى، مع هذه المجموعة ومع صناعة التجزئة.
لقد حالفني الحظ أن أكون في المكان المناسب وبالوقت المناسب، حينما كانت دولة الإمارات على أعتاب طفرة غير مسبوقة. حينها
كان لدينا فريق متخصص منحني كل ما أحتاجه من خبرات في كافة نواحي تلك التجارة. إن قطاع التسوق والتجزئة يتسم دومًا بالحيوية والإثارة، ما يتوافق مع فلسفة مجموعتنا الساعية على نحو مستمر في اتجاه إيجاد وسائل مبتكرة في كل خطوة تخطوها، هذا ما يمنحني الشعور بالحماس المتقد بصورة شخصية. باختصار، هذه الأسواق الجديدة والقطاعات الناشئة والرغبة في الإبداع في كل ما يتعلق بخدمة ما يزيد عن 1.6 مليار متسوق يوميًا هو ما يدفعني دائمًا للأمام.
ذا زون: من غير المحتمل أن تضمحل الأهمية التي اكتسبتها الاستدامة والوعي البيئي، خاصًة بين المتسوقين الشباب – حيث الصحة هي أغلى ما يمتلكون – لذا نتساءل كيف ستواصل مجموعة اللولو توسيع أعمالها في هذا المجال؟
أشرف علي: علاوة على ما ُيعرف عن التنوع الكبير لمنتجاتنا، إلا أننا اكتسبنا شهرة واسعة كداعمين مميزين ومروجين للمبادرات المجتمعية، والاستدامة، والوعي الصحي والبيئي، والحفاظ على البيئة. لذا نحافظ على إقامة شراكات مع الهيئات الحكومية والمنظمات الخيرية الخاصة المناصرة والداعمة لحقوق الفقراء، ليس في منطقة الخليج فحسب، بل في كافة أنحاء العالم، إذ يندرج الاضطلاع بالمسؤوليات المجتمعية في صميم السياسة المتبعة في المجموعة؛ فتلك هي وسيلتنا لرد الجميل للمجتمع الذي نعمل به. سواء كانت حملة داخل مركز من مراكزنا، أو مبادرة لطرف داعم آخر، تنبسط أيدينا بسخاء لمثل هذه الأهداف النبيلة. فمهما كانت المساهمة المطلوبة، سواء أجهزة كهربائية موفرة للطاقة، أو مؤازرة الحملات التعليمية، أو دعم أصحاب الهمم والتوعية بمرض السرطان، والكثير من المشروعات المجتمعية الأخرى كبرت أم صغرت، يظل اللولو دائمًا شريكًا استراتيجيًا في هذه الأهداف النبيلة.
عندما أطلقنا أكياس التسوق القابلة لإعادة الاستخدام منذ ثلاث سنوات، غمرتنا بشكل كبير ردة الفعل التي حظينا بها من عملائنا الأوفياء؛ لهذا السبب وضعنا نصب أعيننا إطلاق مجموعة جديدة من أكياس قماشية (الجوت) التي ستنال، بكل تأكيد، استحسان العملاء الأصغر سنًا بتصاميمها الخلابة ورسائلها المميزة. كما خصصنا ممرات خروج خضراء للمتسوقين ممن يستعملون الأكياس الصديقة للبيئة، تتميز بالسرعة والسهولة بهدف تشجيع المتسوقين على استعمال تلك الأكياس
نحرص دائمًا على تطوير تشكيلة منتجاتنا مع مرور الوقت وفقًا لمتطلبات السوق، خاصًة فيما يتعلق بالأغذية الصحية. فلقد خصصنا أقسام خاصة في كل مراكزنا ومواقعنا الإلكترونية للمنتجات الصحية، وأغراض الحفاظ على الوزن، والمنتجات الخالية من مواد معينة بما يناسب كافة الاتجاهات التي يتبناها المتسوقون. استمر هذا النهج في التطور بعد التوسع في فئات الأطعمة الحارة والوجبات الشهية، حيث ُندخل المكونات الصحية في الأطعمة المفضلة مثل مشروبات تقوية المناعة، وشطائر التحضير السريع والسلطة سابقة التجهيز، وحتى الأكلات النباتية.
ذا زون: متى كان افتتاح أول منشأة لكم في جافزا، ولماذا وقع اختياركم على هذا الموقع؟ ما هي المزايا التي عادت عليكم؟
أشرف علي: بدأت عملياتنا في جافزا عام 2015 من منطلق سعينا إلى توريد البضائع إلى دولة الإمارات والأسواق العالمية بصورة أسرع وفي مواعيد محددة. إذ يعمل المستودع هناك كمركز مؤقت للبضائع المستوردة مما يزيد عن 34 دولة. ونضع نصب أعيننا التصدير إلى دول مثل عمان والبحرين والمملكة السعودية والكويت ومصر، هذا بالطبع إلى جانب سوق دولة الإمارات.
ذا زون: ما هي المرافق التي لديكم في جافزا، وما أهميتها للعمل الذي تقومون به؟
أشرف علي: يعمل مستودعنا وفق نظام إدارة المستودعات WMS الذي تقدمه شركة ساب للبرمجيات، مما يسهم في مزيد من الكفاءة ولإدامة بيانات المخزون بأقصى درجات الدقة. حيث يعالج النظام البيانات المطلوبة للمستودع ويغطي كافة صادرات وواردات ومخزون علامة اللولو لبيع الملابس «REO». ومن أجل استيفاء كافة معايير الجودة في كل منتجاتنا، يتواصل فريق العمل لدينا بصورة مستمرة مع جمارك دبي ومع الأجهزة الحكومية الأخرى المعنية بهذا الشأن. ومع وجود أكثر من 120 موظف متخصص، يستطيع مستودع اللولو التعامل مع ما يزيد عن 20,000 وحدة حفظ مخزون تغطي طيف واسع من الفئات بما فيها المنسوجات، والأجهزة الكهربائية والإلكترونية،والأدواتالمنزلية،ومواد القرطاسية وأغراض الحفلات والمواسم، ومنتجات تقنية المعلومات، والأحذية، والأثاث المنزلي،والحقائبوالشنطوملحقاتها،ولعب الأطفال،وموادالأنشطةالخارجيةوالحدائق والرياضة.
خدمة ما يزيد عن 1.6 مليار متسوق يوميًا هو ما يدفعني”
“دائمًا للأمام
أشرف علي
ذا زون: هل وضعتم خطط لتوسعة أو تنمية مرافقكم في جافزا؟ وكيف ترى تطور مجموعة اللولو في جافزا عبر السنوات الخمس المقبلة؟
أشرف علي: بعد ما أعلناه من خطط النمو الطموحة، لا مجال للريبة في أن مرافقنا في جافزا ستنال قدر من التوسع. ومع كل إضافة نقوم بها، سواء في صورة مراكز تجارية جديدة، أو أسواق أخرى، أو مراكز مشتريات إضافية، أو توسعة لأعمالنا في التسوق الالكتروني عبرالإنترنت، نتوقعأنتد عونا الحاجة إلىزيادة سعة مرافقنا إلى ما يقارب 50% من السعة الحالية. كما نعملعنكثبمعشر كائنا فيقطاع اللوجستيات لتعزيز وتطوير أنظمتنا وبنيتنا التحتية بما يلبي الطلب المتزايد في السوق العالمي.
ذا زون: كيف تحصلون من موظفيكم على أفضل أداء؟
أشرف علي: لا يدور العمل فقط حول الأموال والمنتجات والخدمات، فبؤرة الأعمال هي الأشخاص. كنت دائم ًا ولا زلت على يقين أن وراء نجاح مجموعة اللولو هم أكثر من 55,000 موظف،نحرصد ومًاعلىتطويرقدراتهممن خلال التدريب المستمر، وصقل مهاراتهم، وإسناد العديد من الأدوار لهم في تدوير العمل داخلالمجموعة،مايساهمبكلتأكيدفيتطوير حياتهمالمهنية.إنمجموعةالعاملينلديناهم جزء لا يتجزأ من بيئة العمل، ولم نكن لنستمتع بهذا النجاح لولا جهودهم الجبارة وشغفهم ببذل المزيد في كل عملياتنا اليومية. أبلغ شاهد على نجاح مبادراتنا في مجال الموارد البشرية أننا نتمتع بنسبة تقل عن 1% في استبدال الموظفين، وهي الأقل في منطقة الخليج.
ذا زون: تمتلك مجموعة اللولو حوالي 200 هايبر نشط في الأسواق – لماذا في رأيك تجاوب المستهلكون مع ما تقدمه شركتكم من منتجات بطريقة إيجابية؟
أشرف علي: ظلت مجموعة اللولو، عبر السنين،فيحالةسعيدائمةنحوتقديمخليط متجانس من المنتجات العالمية وخدمة الزبائن بكلود،معتوفيركلذلكبسعرتنافسي مقبول في السوق؛ هذا ما يجعلنا المتجر الشامل والمفضل لكل أساسيات الحياة.
نعتمد في سبيل تحقيق ذلك النمو على الإبداع المستمر والاستدامة والتميز في خدمة العملاء
ذا زون: ما هي التداعيات التي ألقتها جائحة كوفيد-19 عليكم، وكيف تعاملتم معها؟
أشرف علي: مع توغل وانتشار الجائحة، أطلقت مجموعة اللولو حملتها الشاملة 360 درجة: «اللولو حيث يتوافد العالم للتسوق، بأمان!» في إطار مساعيها لمنح المتسوقين إحساس الأمان أثناء رحلة التسوق، وخاصة فيما يتعلق بمشترياتهم الغذائية. لقد أضافت مجموعةاللولوعنصرًاهامًالشعارهايبرزكلمة «بأمان»، بكلتا اللغتين، العربية والإنجليزية، كما شغلتهذهالكلمةالمكانالأكثروضوحًافي كل الرسائل الموجهة للجمهور بكافة منصات التواصل والتسوق التي تتواجد بها مجموعة اللولو، بداية من داخل مراكز اللولو نفسها، وحتى القنوات الإعلامية الرقمية، والإعلانات الموجهة لنطاق عريض من الجمهور، ومبادرات المسئولية المجتمعية.
وتتبع كل مراكزنا في المنطقة بروتوكول موحد في إجراءات السلامة، مثل الحفاظ على مسافة تباعد، وفحص درجة الحرارة، ودخول كبار السن والأطفال، مع الأخذ في الاعتبار الضوابط الحكومية المطبقة في كل دولة. يشمل ذلك أيضًا ضمان التسوق الآمن بنسبة 100% عبر التنظيف الكامل والتعقيم وفق المعايير الحكومية.
وحرصًا من مجموعة اللولو على تقدير الجهود البطولية التي يبذلها العاملون في مجال الرعاية الصحية بالدولة، تم استحداث ممرات خروج وعربات تسوق تمنح أولوية استخدامها لتلك الفئات للحصول على تجربة تسوق أسرع وأيسر. وبهدف التأكد من استمرار توريد الأطعمة للمقيمين بدولة الإمارات دون انقطاع، خصصت اللولو رحلات طيران خاصة للحفاظ على مخزون كا ٍف من المنتجات الجوهرية بأسعار في متناول الجميع.
فض ًلا عن هذا، وبسبب القيود المفروضة على التجمعات في المناسبات المادية منعًا لتفشي الجائحة، ابتكرت مجموعة اللولو وسائل شتى للترويج بأسلوب آمن للمهرجانات التي تعقدها، ولحفلات الافتتاح، والعروض الترويجية من خلال الاحتفالات الالكترونية في الانترنت وحفلات الافتتاح الافتراضية.
في زمن كوفيد-19 وأوقات الحظر اضطلعت مجموعة اللولو بدور بالغ الحيوية للتأكد من عدم توقف توريد المنتجات الغذائية وغير الغذائية، مع الحفاظ على أعلى معايير النظافة والصحة والسلامة لعملائها وموظفيها على حد سواء.
نستهدف الوصول إلى 220 مركز للتسوق في الشهور الستة القادمة
ذا زون: ما هي الأهداف والغايات التي تتمنى أن تحققها المجموعة على مدار العام المقبل؟
أشرف علي: لا شك أن جائحة كوفيد-19 قد أحدثت مسارات مغايرة في التفكير وأظهرت الحاجة لإعادة ترتيب أولوياتنا، بيد أن خطة النمو التي نعمل وفقها لا نزال ملتزمين بتحقيقها، ولم نؤجل تنفيذ أي من مشروعاتنا. في الواقع، لقد افتتحنا هذا العام 11 مركزًا جديدًا للتسوق، ونستهدف الوصول إلى 220 مركز للتسوق في الشهور الستة القادمة، ما يعكس إيماننا الراسخ والثقة غير محدودة التي نوليها للقيادة الرشيدة في هذا البلد العريق. سنواصل استكشاف مزيد من الفرص التجارية بما يتماشى مع خططنا للتوسع والانتشار في نطاقنا الحالي وفي مناطق أخرى لم تطأها أقدامنا بعد.