تعمل شركة يونيليفر جاهدة من أجل مكافحة التغير المناخي، والحفاظ على الموارد للأجيال القادمة، ومد يد العون للمستهلكين في سعيهم نحو أسلوب حياة أفضل صحيًا. تحدثنا إلى أبيروب تشاكارباتي، نائب الرئيس لشركة يونيليفر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للأغذية والمرطبات عن جهود الشركة لتعزيز الاستدامة، وكيف ألقى فيروس كوفيد-19 بظلاله على أنماط الاستهلاك، وكيف تلبي الشركة الحاجة المتزايدة للحصول على أساليب صحية وتغذية أفضل.
ذا زون: نرغب في معرفة المزيد عن قطاعي الأغذية والمرطبات في شركة يونيليفر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
أبيروب: يعتبر قطاع الأغذية والمرطبات ثاني أكبر قطاع من حيث حجم الأعمال والأرباح في يونيليفر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
يضم قسم الأغذية مكسبات الطعم مثل خلطات المرق، والنكهات، والإضافات حيث تبرز أكبر علامتين تجاريتين في هذا المجال، وهما كنور وهيلمان.
أما قسم المرطبات فيتألف من الشاي وعلاماته المشهورة مثل ليبتون وبروك بوند ريد لابيل وبوكا، إضافة إلى فئة الأيس كريم الذي تسيطر عليه علامات رائدة مثل ماغنوم وكورنيتو وماكس. عامة تعتبر علامة ليبتون التجارية هي الأكبر عبر كل أقسام منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. إنها علامة راسخة في الثقافة العربية وتتمتع بموقع ريادي في قطاع الشاي بمختلف دول مجلس التعاون الخليجي
ذا زون: كيف تأثرت أنماط الاستهلاك من جراء الجائحة فيما يتعلق بفئات الأغذية والمرطبات؟
أبيروب: في بداية الأزمة تشكلت مختلف أنماط الاستهلاك من بوتقة الخوف والقلق، فشهدنا بسبب ذلك تهافت المستهلكين على تخزين السلع في هلع مهما كانت النفقات المطلوبة. ظهر ذلك جليًا في كل قطاعات الأغذية والمرطبات تقريبًا، لا سيما المواد غير القابلة للتلف سريعًا مثل الوجبات الخفيفة والأغذية المعلبة وفئات الأطعمة الجاهزة للأكل.
لقد صار تناول الوجبات الخفيفة وسيلة جديدة للترفيه بعد بقاء المستهلكين في بيوتهم حتى أثناء العمل، لذا ازدادت المناسبات التي يرتاد فيها الناس المطاعم للخروج وتناول الأطعمة الخفيفة. ووفقًا لأبحاث وكالة إبسوس قال 32% من المستهلكين الذين أستطلعنا رأيهم أنهم الآن يتناولون الوجبات الخفيفة بوتيرة أعلى، فيما ذكر %39 أنهم يأكلون عدد وجبات أكثر يوميًا.
مع التوجه إلى تناول الوجبات السلبية والتي تؤدي بدورها إلى تناول كميات ضخمة من الأكل، انتبه المستهلكون إلى زيادة أوزانهم بشكل ملفت للنظر فلجأوا إلى البحث عن بدائل أكثر نفعًا للصحة. كما بدأ المستهلكون أيضًا وبشكل متزايد في إتباع عادات صحية بديلة مثل الصيام من وقت لآخر مع ممارسة الرياضات المختلفة ومتابعة السعرات الحرارية في أجسادهم.
ذا زون: إلى أي مدى اهتمت شركة يونيليفر بتلبية متطلبات المستهلكين في سعيهم نحو حياة صحية وتغذية أفضل؟
أبيروب: لتلبية متطلبات المستهلكين وتحقيق حياة صحية وتغذية أفضل، ألزمنا أنفسنا بقواعد تغذية داخلية، وضعنا من أجل تحقيقها معايير تغذية صارمة تشكل حجر الأساس في تنمية منتجاتنا. تستهدف هذه المعايير الحد من المواد الغذائية الضارة مثل الملح، والسكر والسعرات الحرارية بالإضافة إلى نشر الإرشادات التي تروج للأطعمة النباتية. كما قمنا بإثراء منتجاتنا كلما كان ذلك متاحًا، وزودنا منتجاتنا بملصقات تعريفية حتى نساعد المستهلكين في اختيار الأفضل لهم.
فض ًلا عن ذلك، تمكنا من إتاحة الفرصة للناس كي يعدون بأنفسهم وجبات لذيذة ومغذية بما وفرناه من مكونات متنوعة وبطرق مرنة تناسب أسلوب معيشتهم وميزانيتهم من خلال تزويدهم بسلسلة من الوصفات المجربة.
ذا زون: ما هي الأغذية والمرطبات التي لاقت رواجًا خلال الجائحة؟
أبيروب: من حيث الفئة، زاد استهلاك المشروبات الساخنة، كالقهوة والشاي، لزيادة المناسبات المتعلقة بهذه المشروبات أثناء الجائحة. كما حصلت فئات الأطعمة كالشوربات، والتوابل المخلوطة، والنودلز، والأطعمة المعلبة، وقطاع الوجبات الجاهزة للأكل نصيبًا من الزيادة نتيجة للإتجاه المتزايد نحو الطبخ بالبيت. واحتلت مواد مثل الشاي والعصائر والحليب والأجبان مراكز متقدمة ضمن أعلى 10 فئات طلبها المستهلكون بشكل متزايد للأكل والشرب
ذا زون: ما هي الاتجاهات العامة التي ظهرت بسبب تفشي فيروس كورونا والتي قد تستفيد منها فئات الأغذية والمرطبات؟
أبيروب: كما ذكرت آنفًا، تؤدي الزيادة في الوجبات الخفيفة إلى زيادة وزن المستهلكين، والذي بدوره يقود إلى تبني الخيارات الصحية وتفضيلها على سواها. لقد بدأ المستهلكون بشكل متنامي الاعتماد أكثر على استهلاك الأطعمة الطبيعية الطازجة مثل المكسرات والفواكه والخضروات؛ كما أنهم اتجهوا إلى تجهيز وجبات مفيدة ومغذية بصورة أكبر. يتجلى ذلك بوضوح في حرص المستهلكين على إضافة مقادير من الملح أقل من المعتاد، واستخدام زيوت طبخ صحية، وتناول منتجات الألبان الخالية من الدهون. وقد أعرب ما يقارب من ثلثي المستهلكين عن نيتهم الاحتفاظ بعادات تناول الطعام التي اكتسبوها خلال أزمة كوفيد-19.
من الاتجاهات التي ظهرت أيضًا، الاهتمام المتزايد بالأطعمة التي تساعد على تقوية دفاعات الجسم وبناء المناعة. يمكن ملاحظة ذلك من نمو أعداد المستهلكين الذين يبحثون عبر الإنترنت عن المنتجات الغذائية الخاصة بتقوية الجسم وزيادة مناعته، مثل إضافة مكملات الفيتامين لمشروباتهم وإضافة الأعشاب للشاي والعصائر بصورة أكثر تكرارًا.
الأمر الثالث، أدت جائحة كوفيد-19 إلى تفضيل الناس للأطعمة المعدة منزليًا بشكل ملفت. ومع توفر سعة من الوقت أثناء الحظر وإغلاق المطاعم، اكتشف المستهلكون شغفًا جديدًا بالطعام المعد منزليًا لأنه آمن وصحي ولذيذ. كما شهدنا أيضًا في بلاد مثل الإمارات حوالي ثلثي المستهلكين يقولون أنهم بدأوا في ممارسة الطبخ من أجل المتعة بعد مشاهدة محتويات ملهمة على منصة اليوتيوب والوسائط الأخرى. لقد أصبح الطبخ من الصفر عم ًلا محببًا مع توجه المستهلكين المتزايد نحو البدائل الطبيعية الطازجة
كما بدأ الكثير من الرجال تحضير وجباتهم بأنفسهم بالإضافة إلى مساعدة أسرهم في إعداد الوجبات.
ذا زون: ماذا ينتظرنا في المستقبل القريب؟
أبيروب: نتوقع مزيد من الخطوات للأمام مع احتفاظ المستهلكين بعاداتهم الصحية المكتسبة خلال فترة الجائحة، لا سيما بعد أن لمسوا بأنفسهم سهولة إتباع أسلوب حياة نشط وفعال وما قد يعود عليهم من منافع.
سيواصل الاهتمام المتزايد بالحفاظ على صحة جيدة اكتساب مزيد من الزخم، خاصة مع بحث المستهلكين عن بدائل المقويات ومعززات المناعة، حتى ولو كان ذلك على المدى البعيد.
بالنسبة للمواد التي نالت مكاسب مبدئية أثناء فترة تخزين السلع، سواء بسبب تخزين كميات كبيرة منها أو بسبب استهلاك مقادير أكبر كالشاي، ستواصل هذه المواد التدفق بغزارة في المستقبل. ومن المتوقع أن يزداد أعداد الرجال المهتمين بالطبخ في المستقبل عما كانت عليه في بداية هذا العام وقبل تفشي الجائحة في كل أرجاء المنطقة. العلامة التجارية الرابحة هي التي ستحافظ على معدلات توفر ثابتة في كل القنوات، إن مدى توفر السلعة هو العامل الأكثر تأثيرًا!
ذا زون: ما هو المسار الذي تتبعونه لتعزيز الاستدامة؟
أبيروب: إن التزامنا بتعزيز الاستدامة والإسهام في المحافظة على كوكبنا وما عليه من بشر في حالة صحية أفضل لهو من الأمور الراسخة لدينا. ففي زمننا الحاضر يوجد ما يقارب 2 مليار إنسان يعانون من السمنة، وحوالي مليار إنسان تحت خط الفقر والجوع، في حين يتم إهدار أكثر من ثلث الإنتاج العالمي من الغذاء. كما أن عملية إنتاج واستهلاك الغذاء تستنفد موارد الكرة الأرضية وتغذي ظاهرة التغير المناخي. نرغب في أن نمثل جزء من معادلة الحل وتناول هذه المشكلة من خلال التوازن والانتشار الواسع.
نستطيع تلبية ذلك من خلال تطوير أطعمة مغذية ووجبات
صحية متوازنة. أيضًا نعمل حاليًا على توسعة محفظة أعمالنا وضم الخيارات النباتية والمنتجات الخالية من الألبان حتى نشجع الناس على الاتجاه أكثر نحو الخيارات النباتية.
أيضًا نهتم بمصادر منتجاتنا وما تحويه من مكونات أساسية، كما ندعم المزارعين وكل من يحصلون على مصادر دخلهم من خلال العمل معنا. وبالنسبة للفضلات الغذائية، نسعى إلى الحد منها قدر المستطاع عن طريق معالجتها في سلسلة الإمداد لدينا وتشجيع مستهلكينا على اتباع نفس النهج.
- تعتبر علامة ليبتون التجارية هي الأكبر عبر كل أقسام منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
- %32 من المستهلكين الذين أستطلعنا رأيهم يتناولون الآن الوجبات الخفيفة بوتيرة أعلى
- وضعنا معايير تغذية صارمة تشكل حجر الأساس في تنمية منتجاتنا
- توفير الإرشادات التي تروج للأطعمة القائمة على النبات
- أعرب ما يقارب من ثلثي المستهلكين عن نيتهم الاحتفاظ بعادات تناول الطعام التي اكتسبوها خلال أزمة كوفيد-19
- أدت جائحة كوفيد-19 إلى تفضيل الناس للأطعمة المعدة منزليًا بشكل ملفت
- بدأ الكثير من الرجال تحضير وجباتهم بأنفسهم
- يوجد ما يقارب 2 مليار إنسان يعانون من السمنة
- نهتم بمصادر منتجاتنا وما تحويه من مكونات أساسية، كما ندعم المزارعين
- بالنسبة للفضلات الغذائية، نسعى إلى الحد منها قدر المستطاع عن طريق معالجتها في سلسلة الإمداد لدينا