عد بداية أعمالها في البحرين عام 1973 بمتجر وحيد للأطفال، نمت مجموعة لاندمارك بشكل استثنائي لتتعامل الآن في كل شيء تقريبًا، بدءًا من الأغذية والأحذية والموضة واللياقة والسوبرماركت، إلى أن وصلت لأكثر العلامات التجارية المحبوبة مثل ماكس وسنتربوينت وهوم بوكس وفتنيس فيرست وفيفا.
وقد كان انتقال المقر الرئيسي للمجموعة إلى دبي في عام 1990 بداية لحقبة دامت ثلاثين عامًا من الالتزام بتلبية احتياجات عملائها المخلصين، لا سيما مع تفهمها الأكيد لاحتياجات المنطقة وتوجهاتها. تحدثنا إلى رينوكا جاغتياني، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة لاندمارك، لتطلعنا على المزيد عن وجود الشركة في جافزا، ومسارها نحو الاستدامة، وتعاملها مع أزمة كوفيد-19.
ذا زون: أخبرينا عن قرار انتقالكم إلى جافزا؟
رينوكاجاغتياني : في البداية، انتقلنا إلى جافزا عام 1995 عندما قمنا بتأسيس مركز للتوزيع بمساحة 140,000 قدم مربع في جافزا شمال. حاليًا نعمل في جافزا شمال وجنوب من خلال ستة مراكز توزيع تمتد لما يزيد عن 3.5 مليون قدم مربع. يشمل ذلك مركزنا العملاق للتوزيع المؤتمت بالكامل ‘مركز ميغا’ الذي ظهر للنور العام الماضي.
وتعد قاعدتنا المقامة في جافزا أحد الأسباب الرئيسة وراء نمونا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تعمل فيها مراكزنا للتوزيع كمحور مركزي للتوزيع إلى هذه الأسواق. لقد خطا بنا مركز توزيع ميغا سريعًا للأمام في خدمة هذه الأسواق بما يحويه من منتجات تجارية مصنفة وجاهزة للتداول. وكان حجم الحاويات القياسية التي تم تداولها من ميناء جبل علي عبر مراكزنا للتوزيع في جافزا أفضل مؤشر لمعدلات النمو لدينا، حيث ارتفعت من 19,000 حاوية قياسية في عام 1995 لتصل في عام 2019 إلى 74,000 حاوية قياسية. هذا وتمثل بيئة العمل المتمركزة حول العميل في جافزا بالنسبة لشركة كشركتنا حًلا أحاديًا لكافة احتياجاتنا، خاصة بما تقدمه من عمليات كفؤة سلسة، وموانئ متكاملة، وجمارك وتعاملات كلها في منصة واحدة. نكن لجافزا الكثير من الامتنان لهذه الشراكة طويلة الأمد ولما قدمته من دعم لمتطلبات سلاسل الإمداد بهذه المنطقة لأكثر من ثلاثة عقود.
ذا زون: كيف يضيف ‘مركز توزيع ميغا’ قيمة لعملائكم؟
رينوكا جاغتياني : أعلى قيمة يمكن أن نقدمها لعملائنا هي ضمان سرعة تدفق السلع للأسواق. هنا يأتي دور ‘مركز توزيع ميغا’، حيث تتحد ميزة الجرد المركزي مع المعالجة المؤتمتة عالية السرعة للسلع. أما بخصوص الأتمتة، فيضم المركز أكبر منظومة مكوكية تحت سقف واحد ليس في المنطقة فحسب، بل ربما في العالم بأسره، حيث يعمل به ما يربو عن 1300 مكوك متعدد الروبوتات.
يمنحنا ذلك مرونة في نموذج العمل لدينا، إضافة إلى أنه يجعل الفرصة سانحة أمامنا كي نوسع مجالات المركز لتضم خدمات لوجستية لأطراف مستقلة – ليس فقط لتجار التجزئة الآخرين، لكن للصناعات الأخرى أيضًا بما فيها المنتجات الإلكترونية والمنتجات الاستهلاكية سريعة الحركة. لهذا ُوجدت ‘أوميغا لوجستكس من أجل توفير اللوازم المتنامية لقطاع الخدمات اللوجستية المتكاملة في المنطقة وفيما وراءها.
ذا زون: هل يمكنك أن تطلعنا على فلسفة الاستدامة التي تتبناها مجموعة لاندمارك؟
رينوكا جاغتياني : إن مركز توزيع ميغا هو منشأة خضراء معتمدة وفقًا لمتطلبات البيئة والصحة والسلامة (EHS).
فهو يوفر 50% من احتياجاته من الطاقة عن طريق محطة توليد طاقة شمسية على سطح المبنى، والتي تعتبر المحطة الفردية الأكبر في المنطقة. من ناحية أخرى، قمنا بالترويج لعدد من المبادرات في شركتنا خلال العامين الماضيين، منها تقرير الاستدامة الأول لنا، حيث ألقينا الضوء فيه على أهم أولوياتنا كمجموعة.
كما أننا نعمل باستمرار على تطوير أنظمة ادارة الطاقة لدينا على كافة المستويات من أجل الحد من الانبعاثات الكربونية لدينا.
ذا زون: كيف تأثرت مجموعة لاندمارك بالجائحة الراهنة؟
رينوكا جاغتياني : لم نشهد مثيلاً لهذه الجائحة من قبل، وكان لها بالغ الأثر على مختلف مجالات أعمالنا. فمع إغلاق المتاجر لما يزيد عن شهرين وفتحها تدريجيًا بإرشادات وتعليمات جديدة، نسعى إلى استكشاف العديد من السيناريوهات المرنة المتاحة أمامنا.
نحرص في الأساس على حماية عملنا والتأكد من استقراره واستدامته، الآن وفي المستقبل. لهذا تعين علينا إجراء بعض التعديلات السريعة على عملياتنا وأنظمتنا التشغيلية، وعلى رأسها تلك المرتبطة بصحة موظفينا وشبكة الاتصال المتقدمة لدينا.
كما نراقب الموقف عن كثب، ونظل على تواصل دائم من أجل تقديم الدعم لشركائنا وعملائنا عبر تطبيق إجراءات استباقية وبناء كفاءات تشغيلية في كل مكاتبنا ومتاجرنا ومستودعاتنا.
فضًلا عن ذلك لا نألو جهدًا في تقديم يد العون إلى مجتمعاتنا في هذه الأوقات العصيبة. لقد احتضنتنا منطقة الشرق الوسط لعدة عقود، لهذا استجمعنا موارد مجموعتنا ومؤسسة جاغتياني للعمل على أرض الواقع ومساندة العديد من المبادرات الانسانية في دولة الإمارات، ودول الخليج العربي، والهند.