



التأقلم مع كوفيد-19 والتغلب عليه
يعتبر تفشي فيروس كوفيد-19 مأساة إنسانية تطال تداعياتها جميع مناطق العالم؛ كما أن له آثار متنامية على الاقتصاد العالمي، لا سيما عالم الأعمال الذي تأثر بشكل بالغ من جراء هذه الجائحة.
لهذااتخذتدولةالإماراتالعربيةالمتحدةموقعًااستراتيجيًاُيمِّكنها من العودة إلى مسارها الطبيعي قبل التفشي. في إطار تعليقه علىهذهالأوضاع،قالسلطانأحمدبنسلّيم،رئيسمجلسالإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية: “في ظل انشغال الجميع بالبحث عن أسباب هذه الأزمة وتوجيه الاتهامات، بادرت دولة الإمارات إلى اتخاذ خطوات ملموسة في خط المواجهة، فنحن لا نهدر وقتنا هباًء. تخيل أن لديك طفل جرح كاحله وينزف دمًا، الأولى أن تسارع إلى وقف النزيف، ثم يأتي أي شيء آخر فيما بعد.”
كان هذا بالضبط الوضع داخل جافزا، حيث تجاوبت بسرعة واقتدار من أجل مساعدة الشركات في تخفيف حدة التحديات المصاحبة لهذه الأوقات العصيبة. ومع انزلاق العالم إلى الانعزال، أدركت جافزا أنها تحمل على عاتقها مهمة الحفاظ على تدفق البضائع الضرورية لصحة الناس ولاستمرار الأعمال. تحقق لها ذلك من خلال سبل عديدة، منها تنفيذ ما تجيده من أعمال ومواصلة مسار الابتكار برقمنة التجارة وتحويلها إلى وسائل ذكية.
واستطرد بن سليم قائ ًلا: “لقد كيفنا أنفسنا في موانئ دبي العالمية للتعايش مع الأوضاع الجديدة، فاستحدثنا دورًا جديدًا لنا نمثل فيه المسار الأكيد لإدخال وإخراج الغذاء والدواء بأكثر الأساليب فعالية.
وقد حالفنا التوفيق في دولة الإمارات عندما تبنينا تطبيق التقنياتالرقميةمنذعشرينعامًا،فيذلكالوقتكانت التكنولوجيا بالنسبة للناس مجرد وسيلة لتيسير الأمور، وليسوا مضطرين لاستخدامها. أما الآن، وبفضل هذه الأزمة، صارت التكنولوجياضرورةملحة،قطعًاستحتاجإليها.فالآن،يشتري الجميعكلمايحتاجونهإلكترونيًا.”
الحفاظعلىالسلامة
تتمتع موانئ دبي العالمية بالرؤية الواضحة والخبرة الطويلة التي تؤهلهاللخروجمنهذهالأزمةبالعديدمنالنقاطالإيجابية؛منهاعلى سبيل المثال الالتزام برقمنة سلاسل التوريد مع تعزيز بنيتها التحتية من موانئ ومحطات ومناطق اقتصادية ومقوماتها الأخرى على مستوى العالم. كما تنقل المنصات الجديدة لموانئ دبي العالمية إدارة نقل البضائع إلى شبكة الإنترنت، ما يمكن العملاء من تحقيق مستوى أعلى من الكفاءة لسلاسل التوريد وتعزيز الوضوح وإمكانية التنبؤ.
قامت جافزا بتفعيل إجراءات شاملة وحصرية وبصورة صارمة لمنع انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). وقد تم نشر كافة المعلومات المتعلقة بتشخيص أعراض الإصابة، وأرقام الطوارئ، وتعليمات الوقاية من العدوى، من خلال شاشات أجهزة الكمبيوتر المكتبية، ورسائل البريد الإلكتروني، والرسائل النصية، والتعميمات ومطويات التوعية. وكإجراء احترازي إضافي، تم إلغاء تفعيل أجهزة مسح بصمة الإصبع، لتفادي انتقال العدوى بشكل غير مقصود. كما تم التأكيد على ضرورة الالتزام بالتباعد الاجتماعي أثناء تغيير المناوبات، وبشكل خاص في حافلات النقل الجماعي للموظفين. وضمن الحملة الشاملة أيضًا، تم تعقيم وتطهير كافة المعدات والمركبات والمكاتب والمرافق العينية الأخرى كما تم إلزام جميع المطاعم والمقاصف بتقديم الوجبات عبر طلبات التوصيل فقط. تم تخصيص غرف للحجر الصحي في مخيمات مخصصة في جافزا، وتتبع كافة هذه العمليات والإجراءات وفق إرشادات هيئة الصحة بدبي للتعامل مع حالات الإصابة بالفيروس.
على صعيد آخر، تم إلزام الطواقم البحرية للسفن التي تصل إلى الميناء أو تغادر منه بالمرور عبر البوابات المزودة بالكاميرات الحرارية، وتقديم تقارير محدثة نحالتهمالصحية،وكذلك الحصول علىموافقةمسؤول الميناءقبلالصعودإلىالسفنأوالنزولمنها.كمات اتخاذ كافة الترتيبات لتوفير مرافق علاجية لأفراد الطواقم البحرية إذا لزم الأمر.
إزكاء الحس الإنساني وعمل الخير
أظهرت جافزا جانبها الإنساني بتوفيرها 20,000 حقيبة من أدوات التعقيم والحماية لمنع انتشار كوفيد-19. كما تم توزيع ما يقرب من 1.5 مليون وجبة خلال شهر رمضان الفضيل على العمال، نظرُا لحظر تجمعات الخيم الرمضانية؛ في حين ساهمت أيضًا موانئ دبي العالمية – إقليم الإمارات عن طريق توزيع وجبات الإفطار والمؤن الغذائية لحوالي 50,000
عامل في المجمعات السكانية الخاصة بها
وحصل البحارة وأطقم السفن القادمة إلى دولة الإمارات على مؤن ومساعدات تضم أجهزة رعاية صحية ومعدات فحص ضد كوفيد-19. وفي واحدة من أكبر عمليات الإغاثة الانسانية منذ دخول الجائحة دولة الإمارات، استقبلت موانئ دبي العالمية – إقليم الإمارات 13 سفينة سياحية تقل 39,000 شخص تقريبًا في ميناء راشد، حيث تم تنفيذ عمليات إجلائهم بسلاسة جوًا إلى أوطانهم.
وتفرض علينا هذه الأوقات العصيبة، أكثر من أي وقت سابق، أن ننظر بعين العطف والرعاية لأنفسنا ولبعضنا البعض، وأن نوفر الحماية لكل فرد في مجتمعاتنا. لقد لمست جافزا عن قرب الأثر المبهر لهذه النظرة، ليس فقط على فريق العاملين لديها، ولكن أيضًا على قاعدة عملائها العريضة في مجالعملها.نظرةالعطفوالرعايةتلك تعتبر أحد الأسباب الرئيسة وراء نهوض أمتنا من هذه الأزمة وعودتها إلى وضعها الطبيعي، حيث نكتسب مزيد من الزخم والقوة ونصل إلى آفاق أعلى من ذي قبل.