
تتمتع دولتي الإمارات والهند بعلاقات ودية راسخة، تقوم على أسـس من الثقافة التاريخية القديمة والروابط السياسية والاقتصادية المتينة، الأمر الذي أدي إلى تبلور هذه العلاقة في صورة شراكة ذات أهمية قصوى في عالم الاقتصاد والتجارة.
أيضًا، تمتلك الدولتين رؤية مشتركة واحدة تجاه النمو، فنجد تشابه كبير في خططهما الاستراتيجية للتنمية التجارية. ومع وجود هذه الدرجة الهائلة من التناغم والتآزر، اتخذت موانئ دبي العالمية خطوة جريئة في طريق تدعيم أواصر العلاقات التجارية بمجموعة من المقومات والقدرات في كلتا الدولتين أبرزها مبادرة التطور الاستثماري والتبادل التجاري، “الجسر الهندي – الإماراتي”.
“تعد الهند ثاني أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات العربية المتحدة، وبصفتنا الممكن الرائد للتجارة في المنطقة، فإننا حريصون على تعزيز هذه الروابط التجارية المتميزة وخلق علاقة تتيح لبلدينا تحقيق المزيد من الازدهار في إطار الجسر الهندي – الإماراتي”.
قال محمد المعلم,المدير التنفيذي ومدير عام موانئ دبي العالمية – إقليم الإمارات، والمدير التنفيذي لجافزا
الجسر الهندي – الإماراتي
أطلقت موانئ دبي العالمية – إقليم الإمارات مبادرة “الجسر الهندي – الإماراتي” في يونيو 2019، وذلك بهدف تعزيز التدفق التجاري والاستثمارات بين دولتي الهند والإمارات. وبالرغم من أن أغلبية المستثمرين في دبي هم من الهنود، إلا أنه لا زال هناك الكثير يمكن تحقيقه. ومع ما تقدمه موانئ دبي العالمية – إقليم الإمارات من حلول للاستثمار وسلاسل الامداد المتكاملة الرامية إلى رسم آفاق أرحب لحدود النمو وفتح أسواق أكثر ضخامة، سيتمكن مجتمع الأعمال الهندي من تحقيق رؤيتهم نحو زيادة صادراتهم إلى الأسواق العالمية. فض ًلا عن هذا، تمتد استثمارات موانئ دبي العالمية لتغطي مجالات شتى مثل الدعم اللوجستي بالموانئ وتقديم الخدمات اللوجستية الموجهة نحو الداخل، والنقل والمزيد. هذه القدرات العالية قفزت إلى حد بعيد بما يوفره الجسر الهندي – الإماراتي من سلسلة إمداد شاملة ومفصلة، تخدم الشركات والتجار الهنديين.
“مع ما تتمتع به موانئ دبي العالمية وجافزا من قدرات لوجستية هائلة وبنية تحتية متطورة، نجدهما في موقع مثالي ليصبحا شريكين رئيسيين في قصة نمو الهند.”
سعادة نافديب سوري, سفير الهند لدى دولة الإمارات
لقد وصلت الشراكة التجارية بين الإمارات والهند إلى مستويات غير مسبوقة في السنوات الأخيرة، ومشاركة موانئ دبي العالمية في قطاع الخدمات اللوجستية في الهند خير مثال على ذلك.”
نيميش ماكفانا, رئيس اللجنة التنفيذية لمجلس الأعمال والمهنيين الهندي
القمة العالمية الـ16 للشركات الصغيرة والمتوسطة
جذبت موانئ دبي العالمية – إقليم الإمارات وجافزا اهتمامًا كبيرًا من قبل الشركات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر (MSMES)، وذلك خلال القمة العالمية الـ 16 للشركات الصغيرة والمتوسطة التي عقدت مؤخرًا في نيودلهي، والتي نظمها اتحاد الصناعات الهندية. وكجزء من مبادرة الجسر الهندي – الإماراتي، التقى فريق العمل مع الشركات الهندية التي تتطلع إلى توسيع أعمالها خارج الهند، حيث تم عرض الحلول الاستراتيجية المتوفرة أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر كي تتوسع وتنطلق إلى الأسواق العالمية. وتوفر بيئة العمل الجاهزة في جبل علي حلول متكاملة، وخدمات القيمة المضافة، ومنصة استثمارات مربحة.

وفي إطار المبادرة، يقوم مركز احتضان الأعمال الهندية بدعم رواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر في “جافزا ون” بهدف تقديم الرعاية لهم أول ثلاث سنوات واحتضان أعمالهم، من خلال الخبرات الواسعة والقدرات الفائقة لموانئ دبي العالمية – إقليم الإمارات وجافزا.
تحيط جافزا المستثمرين ببيئة عمل جاذبة يتوفر فيها الشفافية والاهتمام بالعميل ويسهل فيها تنفيذ الأعمال وتحقيق النمو. وعلى اختلاف الأعمال وتباين أنشطتها، تتنوع الحلول والمنتجات بما يتناسب مع كل منها، وبما يتناسب مع أنماط العملاء. فنجد مكاتب ومستودعات ومخططات أراض ٍوحلول متكاملة مفصلة حسب الحاجة.
بيئة العمل هذه تدعمها بوابة إلكترونية ذات منفذ واحد يستطيع التجار والمستثمرون من خلالها إنهاء معاملاتهم مع سلطات الميناء، والمنطقة الحرة، والجمارك، والبلدية، وأي من الجهات الأخرى المختصة بتمكين التجارة، كلهم تحت منصة واحدة.
تهدف جافزا من خلال إتاحة بيئة عمل صناعية ولوجستية وصناعية واعدة أمام المستثمرين والتجار إلى تمكينهم من استكشاف وتحديد فرص الأعمال في أسواق 3.5 مليار مستهلك من الدول النامية والناشئة. ومن شأن المستثمرين ورواد الأعمال أيضًا الاستفادة من شبكة الاتصال بأكثر من 150 ميناء وما يزيد على 180 خط شحن و80 خط ملاحي منتظم بمعدلات أعلى بكثير من أي ميناء آخر بالمنطقة. والآن بعد أن أصبحت سرعة الوصول إلى الأسواق هي العامل المميز الأهم في أجواء العمل سريعة التبدل المعتمدة على المستهلكين، تسعى جافزا إلى إقامة جسر اتصال سريع بين الأعمال والمستهلكين.
جهود الحكومة نحو تعزيز التبادل التجاري
خلال زيارة رئيس وزراء الهند، فخامة ناريندرا مودي، الأخيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة عام 2018، وقع الطرفان اتفاقية تاريخية لتبادل العملات بما يضمن تنفيذ الصفقات التجارية مباشرة بالعملات المحلية والتخلص من عبء التعامل بالعملات الصعبة، كالدولار الأمريكي. جدير بالذكر أن هذا الأمر يحد من مخاطر التقلبات في أسعار العملات الناشئة من الاعتماد على عملة بلدان أخرى.
نحو مجتمع خا ٍل من التعامل النقدي
أطلقت الهند بطاقة “روباي” ruPAy، بطاقة الائتمان المحلية في الهند والصادرة من المؤسسة الوطنية للمدفوعات بالهند. تقدم هذه المبادرة نظامًا محليًا مفتوحًا ومتعدد الأطراف يسمح لكافة المصارف الهندية والهيئات المالية بالمشاركة في عمليات السداد الالكترونية. ومن المتوقع أن تساهم هذه المبادرة بإيجابية في معدلات السياحة والتجارة بالإمارات.
“حاليًا، يتعين على الهنود أن يجلبوا معهم نقودًا أو شيكات مصرفية، الأمر الذي ينطوي على صعوبة كبيرة. هنا يبرز دور روباي في تيسير هذه العملية، فنجد سهولة كبيرة في تنفيذ الأعمال، والتسوق، وسداد الأقساط والدفعات. هذه الخطوة تصب في مصلحة جميع الهنود المقيمين في دولة الإمارات وستساهم في ترسيخ العلاقات بين الدولتين.”
سوريندر سنغ قندهاري، رئيس مجلس إدارة مجموعة الدووبي
“يسر مجموعة ترانسورلد أن ترتبط ببطاقة روباي، حيث يمكننا تنفيذ الأعمال في دولة الإمارات بشكل أفضل. هذه المبادرة ترسخ مساعينا المستمرة لخدمة عملائنا بمنصة رقمية متطورة.”
راميش راماكريشنان، رئيس مجلس إدارة مجموعة ترانسورلد